مشاهير المستشفيات.. مسرحية آخر موديل
بقلم: عيد راشد الرفاعي
يا جماعة، ذولا المشاهير خلاص ما عاد لقوا محتوى، قالوا ندخل المستشفى نسوي فيها مرضى، ونصور، ونحط إعلانات، ونقول للناس: "لا تجيبون ورد ولا فل"… بس تعالوا شوفوا الطاولة اللي جنب السرير! عطور، بخاخات، كفرات سيارات، زيوت، حتى لو يقدرون يحطون دجاجة مشوية حطوها، أهم شي الإعلان.
تلقاه في مستشفى خاص، متفق مع الإدارة، ومتصل على ربع المشاهير يجون يزورونه، والناس العاديين يرسلون ورد من قلوبهم، والورد مصيره الزبالة أو يتوزع كأنه عينات مجانية، وكل شوي يقولون: "هذا من فلان"، "وهذا من فلان"، عشان يورون الناس شعبيتهم، ويعملون على استعطاف المواطن واستنزافه تحت غطاء الزيارة والدعم.
وما يوقفون هنا، بعضهم يحول غرفة المستشفى إلى مجلس، يتجمع فيه كل من هب ودب، ويصير عرض علاقات عامة: "شوفوا أن الناس تعرفني"، "شوفوا أن المسؤولين يتواصلون معي"، "شوفوا فلان وفلان جوني"، وكأننا في مهرجان وليس مكان لعلاج المرضى.
ذولا ما خلوا شي ما دخلوا فيه: أمس في البعرين، واليوم في المستشفيات، وبكرا يمكن نلقاهم في المغاسل يعلنون عن مسحوق غسيل! المهم البهرجة، والضحك على عقول الناس.
والأدهى من ذلك أنهم يستغلون هذه الزيارات لعرض بضائع "من دبي" ويقولون لك أصلية 100%، وأول ما توصلك تلقاها مقلدة، مغشوشة، ما تسوى حتى نص المبلغ اللي دفعته. وبعد ما تدفع، خلاص… "مع نفسك"، وتروح فلوسك وتكتشف أنك كنت ضحية خداع.
وهنا نذكرهم ونذكر أنفسنا بقول الله تعالى:
> ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ [الأعراف: 85]
كما قال النبي ﷺ:
> "من غش فليس مني" (رواه مسلم)
ومن يتعمد خداع الناس والتدليس عليهم لأجل المال أو الشهرة، فهو داخل في وعيد النبي ﷺ في قوله:
> "من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار" (رواه ابن حبان).
إن تحويل المستشفيات إلى مسارح للتصوير، ومجالس للزيارات، ومنصات للدعاية، أمر فيه استخفاف بجهود الأطباء والممرضين، وفيه استغلال لطيبة الناس وقلوبهم الرحيمة. هذه المظاهر لا علاقة لها بالمرض أو العلاج، بل هي تجارة بأبسط المشاعر الإنسانية.
باختصار، هذي مهزلة مو محتوى، وضحيتها المواطن الذي يصدقهم، والمستفيد هو المشهور الذي حول المستشفى لسوق ومجلس تجاري، والناس عطوفة وطيبة، وهؤلاء شغالين عليهم خداع وبروبقندا، واللي يقول غير كذا… يا إنه واحد منهم، يا إنه شاري منهم! والله يعين شركات التأمين عليهم.